ثورة تشرين بين الصالح وريع طالح الثقافي



تغيير كبير في شخصية  الشاب العراقي وبدء صراع داخلي بين التقاليد والثقافة وبين حلم التغيير والعيش الكريم لكن هناك حرب تقاليد وثقافة وصلت إلى أشد مراحلها بين من إستطاع التغيير في أفكاره التي توارثها من الأجداد والآباء وبين مطالبين التغيير ولم يستطيعوا التغيير من أفكارهم السياسية الممزوجة بالدين والعقيدة فنجدهم محاربين أبطال في وجه الفساد وهم أشد فساد من الفاسد نفسه ولكن لايشعرون ولا يزال في داخلهم الولاء لأحزاب مستفيدة من تقاليدهم التي سبق وأطلقت عليها مسمى الريع الثقافي ومازالت الأحزاب الباحثة عن الريع المالي والثقافي تسيطر عليهم وتجدهم يقاتلون من أجل العدالة ظاهرياً ولكن هم يؤمرون  بأمر شخصية وهمية لمجرد أنها تابعة لإنسان يعتبرونه مصلح وهذا الصالح الذي هو ليس بصالح يحركهم مثل قطع الشطرنج ويمرر مايحتاج تمريره بهؤلاء الضحايا الذين يفترشون الشوارع باحثين عن أبسط الحقوق الإجتماعية التي سبق وأن سلبها الصالح ومن وراء الصالح الذي كان هو سبب ضياع الحقوق بضياع القانون .

.. نعم ضاعت الحقوق بسبب الصالح .

فعند سقوط عراق الطاغية على ايدي الطغاة المحتلين خرج لهم صالحاً من عائلة صالحة يكاد عمره لايتعدى واحد من ألف من تاريخ عائلته ليحارب الطغاة بالتابعين الابطال، وعند إنتفاء الحاجة من جيش التابعين المقاوم تغير جيش الصالح إلى جيش رديف مخالفاً كل ما كان من المفترض أن يقاتل من أجله وهي السيادة فأصبح جيش الصالح المصلح المقاوم خنجر في خاصرة السيادة وتدخل في كل شئ اقتصادي وسياسي وعسكري وشجع جيش الصالح المصلح التابعين على التمرد لأن متمرد فعلاً ،

فتقسم هذا الجيش إلى فصائل أكثر فساداً وسيطرة فأصبحت جيوش فاسدة عقائدية تنوب عن سلطة القانون وعن سلطة الجيش.

ودعونا ألا نذهب بعيداً عن موضوعنا الرئيسي وهي ثورة تشرين،

عند الرجوع إلى أول أيام الحراك ، كان الحراك سلمي مدني بعيد كل البعد عن أنامل الأحزاب الإسلامية بكل أطيافها وكانت الشباب باحثة عن حقوق بسيطة جداً وهي العيش الكريم حتى تطور المطلب في نفس الأيام الأولى إلى قطع رأس الأفعى – الجارة المسمومة- والتخلص من كل من لديه ولاء لها لأنها حسب رأيهم سبب الداء ، حتى تدخل جيوش الصالح الموهوم والذي تسبب في صراع بين المطالب نفسها من قِبل بعض الشباب وإستغل دعاة الإصلا ح الموهوم عفوية بعض شباب الحراك وجهلهم السياسي وعدم وجود خبرة بسبب صغر سنهم وعدم وجود مفاوضين وقادة للحراك وأصبح المصلح الموهوم هو القائد المزعوم وذلك بسبب ثقافة شريحة كبيرة نسبياً من الشباب العقائدي تجاهلوا أو تناسوا من أدخل الأفعى إلى غرف السياسة والإقتصاد والأمن ومن كان يمول جيش الفاسدين الصالحين الذي سلب السيادة العراقية من أول يوم تأسس فيه فأصبح أتباع الإصلاح المزعوم يطالبون بالإصلاح وهم يملكون مفتاح الإصلاح منذ الأيام الأولى لتأسيس ما يسمى حكومة العراق الديموقراطية..

فأين هو إصلاحهم ؟!

وكأن سحر المصلح أعمى عيونهم بدليل يوم دخوله إلى عقر دار الحكومة وإسقاطها وخرج تحت مسمى حماية العراق ، وهو جزء من الحكومة التي عاثت بالعراق فساداً وحتى آخر حكومة فاشلة التي كانت تحت قيادة عبد المهدي التي تم تمريرها من قِبل الأفعى والمصلح إذن أين هــــي الثــــــــورة بالنسبة لأتباع صالح المصلح ؟؟؟

هل هي ثورة إصلاح أم ثورة صالح؟؟!

إنها ثورة إصلاح ذهبت إلى صالح جراء تشابه الأسماء وجهل القارئين .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بحث عن استراتيجية التنويع، استراتيجية الانكماش، التنويع المختلط غير المترابط،استراتيجية الاستقرار، استراتيجية النمو،

الإصدار النقدي الجديد ، التضخم، آثاره، مفهموم مبسط

ما بعد فايروس كورونا