الاحزاب الباحثة عن الريع في العراق

الأحـــــزاب الباحثــة عــن ( الريــــع ) مفهموم الريع : هو جزء يؤديه المستأجر إلى المالك من غلة الأرض مقابل استغلالها لكن مفهوم الأحزاب الباحثة عن الريع أنها لا تملك أرض أو شيء يوجد فيه مورد طبيعي .. لكي تحصل عليه فيتم تجزئة هذه الأحزاب إلى أجزاء كثيرة (مناصـــب). كل منصب في هذه المناصب يعتبر بالنسبة لهذه الأحزاب أرض أو مورد طبيعي تستمد منه قوتها المادية ، وعندما تزداد القوة المادية لهذه الأحزاب تزداد قوتها ونفوذها ليمتد إلى مناصب أكثر وموارد أكثر.. لكن.. عندما نتكلم عن هذه المناصب كموارد نحن لانتكلم عن التعويض الذي يتقاضاه من شغل هذه المنصب ، بمعنى آخر لا نتكلم عن رواتب هؤلاء الأشخاص أو وحدات الدخول الريعية لهذه الأحزاب بل الموضوع أكبر واكثر خطورة من ذلك مثل عندما يكون منصب مدير أو مسئول عن ميناء من نصيب حزب من هؤلاء الأحزاب فإن هذا الميناء سوف يكون مورد من موارد هذه الأحزاب وبالتالي سوف تتولد صراعات بين الساسة (كما سميتهم الأحزاب الباحثة عن الريع) على المناصب الأكثر منفعة وعندما نعود للمثال سيطرة حزب معين على ميناء سيتولد من هذه السيطرة مشاكل اقتصادية كبيرة جداً بسبب بحث هذه الأحزاب عن مصالح مادية وهذا شئ من ابسط المشاكل ، وبما أن أغلب هذه الأحزاب لها إنتماءات خارجية فإن سيطرة حزب على منفذ مهم سوف ينعكس على سياسة الدولة الإقتصادية وتنعكس على سياسة الدولة ككل مع دول المحيط الخارجي . فعند سيطرة الحزب ( س ) مثلاً على ميناء الفاو وأن الحزب ( س ) لديه علاقة تاريخية وعقائدية مع دولة ( ص ) فإن هذا الميناء سيكون جبهة صراع دولية بين الدولة ( ص ) المتمثلة بحليفها ( س ) المسيطر على هذا الميناء مع جميع الدول التي تختلف مع الدولة (ص) سياساً او لديها معها معارك اقتصادية . ولكي يكون الأمر سهل على القارئ ممكن أن نضرب مثال على الصراعات المحتملة في داخل هذه الوحدة الريعية سيطرة الحزب (س) على عدة مناصب تنفيذية جراء حكومة توافقات سياسية ( محاصصة ) ومن ضمن هذه المناصب منصب ادارة ميناء الفاو وأن الحزب (س) لديها ارتباط كما ذكرنا عقائدي وسياسي مع دولة جارة التي تدعى (ص) وأن الدولة (ص) لديها خلاف سياسي وتاريخي عقائدي مع دولة جارة أخرى تدعى (ج) وأن العراق يستورد سلعة معينة من الدولتان الجارتان نتيجة احتياج السوق المحلي لها فلتكن قمح مثلاً وان سعر المنتج يحدد عن طريق الأسواق العالمية فإن من الممكن أن يتسبب مسئوول الميناء عن تأخير أو يتسبب بمشاكل لواردات الدولة (ج) بسبب صراعتها مع الدولة (ص) وسوف ينعكس هذا على علاقات العراق مع محيطه وعلاقاته الخارجية ناهيك عن المشاكل الاقتصادية التي سوف تواجه الدولة والتي تلامس المواطن العراقي بصورة مباشرة. ونأخذ وحدة ريعية أخرى بالنسبة للأحزاب ( منصب تنفيذي ) وهي حصول أحد الأحزاب على وزارة الصناعة وليكن نفس الحزب الأخير مع ولائه لنفس الدولة (ص) والدولة (ص) دولة منتجة ولديها فائض انتاجي فإن الحزب (ٍس) سيعمل جاهداً على تخلف وتعطيل الصناعة العراقية من أجل عوائد مادية وسياسية من الدولة التي تؤثر على قراره . وذلك سوف يؤثر بصورة مباشرة على حياة المواطن الإقتصادية وسيولد مشاكل اجتماعية واقتصادية كثيرة والتي اكثرها شيوعاً مشكلة البطالــــــة , وهذه مشكلة كبيرة جداً لا يسعنا ذكرها في هذا الجزء سيخصص لها موضوع . أبرز المشاكل المتسببة جراء سياسات الأحزاب الباحثة عن الريع : مشاكل الصراعات من أجل المناصب التي تهدد السلم الإجتماعي . مشاكل اقتصادية وعدم مركزية القرار بين المؤسسات الإقتصادية. إحراج الحكومة جراء تخبط القرارات. تخلف المؤسسات التعليمية .. وسيتم شرح مبسط عن هذه المشكلة نظراً لأهمية التعليم : تخلف المؤسسة التعليمية جراء آفة الأحزاب الباحثة عن الريع إن المؤسسة التعليمية يجب ان تكون غرفة عمليات التطور والتنمية لكن مع الأسف المؤسسة التعليمية دخلت ضمن الوحدات الريعية للأحزاب فأصبحت جزء من محاصصة حكومة التوافقات السياسية ، مجرد منصب يستفاد من ريعه الإقتصادي ويبث عن طريقه أفكاره . حيث تحولت المناصب العلمية في الجامعات والكليات العراقية غنائم لهذه الأحزاب يستفاد منها مادياً، فكرياُ وحتـــى سياسيــــــاً ، عن طريق استغلالها كآداة من أدوات الريع الثقافي كما سيتضح في الموضوع التالي . الأحزاب واستغلال الريع الثقافي كما ذكرنا مفهوم الأحزاب الباحثة عن الريع يوجد شئ أكثر خطورة اطلقت عليه اسم ( الريع الثقافي ) وبما أن الإنسان اقتصادياً يعتبر من أغلى الموجودات بإعتباره مورد مهم جداً في كل شئ . فإقتصادياً يعتبر محرك كل شئ ، وسياسياً يعتبر مصدر السلطة والشرعية .. يوجد شئ مهم جداً تم استغلاله من قبل الأحزاب وهي الثقافة لدى الجمهور فأن هذه الأحزاب تستغل حدث ديني أو اجتماعي تاريخي لدى هؤلاء الأشخاص ويبنون عليه قاعدة جماهيرية كبيرة وهذا شئ ذو عوائد عظيمة جداً في دولة مثل العــــــراق . فإن هذه الأحزاب استطاعت أن تستغل هذه الثقافات من أجل كسب ولاء شريحة مؤمنة بأفكار تبنتها الأحزاب فأصبحت مصدر قوة عظيمة ، وكما تم استخدام الريع الثقافي فيما يدعى (ثورة تشرين) الحراك المستمر الآن سوف نكتب موضوع بإستفاضة في شرح هذا المفهوم (استغلال الريع الثقافي) واستغلاله في الثورة .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بحث عن استراتيجية التنويع، استراتيجية الانكماش، التنويع المختلط غير المترابط،استراتيجية الاستقرار، استراتيجية النمو،

الإصدار النقدي الجديد ، التضخم، آثاره، مفهموم مبسط

ما بعد فايروس كورونا